اندلعت في مختلف أنحاء اليونان احتجاجات عنيفة قادها المزارعون، بعد أن تسبّب تحقيق موسّع تجريه النيابة الأوروبية حول شبهات فساد في تعليق مدفوعات الدعم الزراعي التي يعتمد عليها آلاف المزارعين.

وشهدت جزيرة كريت مواجهات شديدة بين المزارعين وقوات الشرطة، خصوصًا في محيط المطارات الدولية، ففي مطار خانيا، اقتحم عشرات المزارعين الحواجز الأمنية وهم يحملون الحجارة والعصي، وتمكنوا من اختراق الطوق الذي فرضته الشرطة. وهاجم المحتجون عدداً من المركبات الأمنية محطّمين نوافذها، كما قلبوا إحدى سيارات الشرطة، ما دفع القوات إلى استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.

وحاول المزارعون في مطار كاندية (هيراكليون) اقتحام منطقة المدرج، ما أدى إلى حالة فوضى شلّت الحركة الجوية. وتسببت الاضطرابات في إلغاء أو تأجيل العديد من الرحلات من مطاري خانيا وكاندية بسبب المخاوف الأمنية.

في شمال ووسط البلاد، صعّدت النقابات الزراعية من تحركاتها عبر استهداف مواقع استراتيجية للضغط على الحكومة.

 وأعلنت النقابات عزمها فرض حصار بحري وبري على ميناء فولوس غدًا، وهو ما يُتوقع أن يؤثر على سلاسل التوريد والتجارة في البلاد.

كما عطّلت قوافل الجرارات الزراعية حركة المرور عند الحدود الشمالية، وبلغت الأزمة ذروتها عند معبر بروماخوناس مع بلغاريا ومعبر كيبي على الحدود التركية، حيث اقتربت الحركة من التوقف التام.

وقال مسؤول في جمارك معبر كِيبي إن المرور بات مسموحًا فقط للسيارات الصغيرة والشاحنات التي تحمل بضائع حساسة.

وتعود جذور الأزمة إلى تحقيق واسع النطاق بدأته النيابة الأوروبية في مايو الماضي، كشف عن آلاف الطلبات المزيفة للحصول على دعم الاتحاد الأوروبي بموجب سياسة الزراعة المشتركة.

وتشير التحقيقات إلى أن بعض المتقدّمين ادّعوا ملكية أراضٍ لا يملكونها، فيما ضخّم آخرون أعداد الماشية للحصول على مبالغ أكبر.

وبسبب التحقيق، جُمّدت دفعات الاتحاد الأوروبي، ما أدى إلى تعليق مستحقات المزارعين الفعليين إلى أجل غير مسمى.

وتوضح البيانات الرسمية أن حجم التصريحات الاحتيالية تجاوز 30 مليون يورو، مع تركّز كبير لهذه المخالفات في جزيرة كريت، حيث ذهب نحو 80% من إعانات المراعي بين 2017 و2020 إلى الجزيرة وحدها.

وتقدّر السلطات أن هذه المخالفات، التي يُعتقد أنها مستمرة منذ عام 2018 على الأقل، تسببت بخسائر سنوية تصل إلى 70 مليون يورو للمزارعين الحقيقيين. (İLKHA)